السينما المصريه- في طريقها الى التطور أم التدهور ???
بعد اكثر من 100 عام من تاريخ فني حافل, واعمال وصلت الى حد العالميه, ومخرجين وممثلين تركوا بصمه مميّزه في عالم السينما العربيه,
يقف الكثير من الغيورين على مستقبل السينما المصريه ليتساءلون:
الى اين تسير السينما المصريه اليوم؟
سؤال في محله, يغلفه الكثير من الالم والقلق على مستقبل السينما المصريه,
التي نافست يوماً افضل السينمات العالميه, واثبتت قدرتها على التفوّق والابداع في شتى المجالات..
وقدمت لنا اجمل الافلام التي بقيت لليوم بشكل كنوز ثمينه
كافلام اعظم المطربين العرب
من ام كلثوم, عبد الوهاب, عبد الحليم, فريد الاطرش, شاديه, نجاة الصغيره, صباح وغيرم...
والافلام الاجتماعيه/ الرومانسيه
التي استعانت بالروايات الادبيه الشهيره مثل روايات نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وغيرهم..
وساعدت هذه الافلام على تشجيع المشاهدين على المطالعه والعوده لقراءة الروايات الاصيله...
وافلام الكوميديا النظيفه الراقيه
مع ممثلين قديرين امثال نجيب الريحاني وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم ابراهيم وعبد السلام النابلسي وغيرهم..
ثم العديد من الافلام الهادفه الاخرى..
*****
هذا ما كان... ولكن ماذا يحدث الآن؟
نرى اليوم انتاجاً غزيراً بالفعل في السينما المصريه, لكن ماذا مع النوعيه؟ وماذا مع المستوى الفني؟
نحن نعلم ان النقاد والجمهور اتقفوا على ان الكثير من الافلام السينمائيه في السنوات الاخيره تفتقد للجوده والقيمه الفنيه.
فقد برزت افلام الكوميديا التي تعتمد على سخافة الحركات والمواقف غير الواقعيه والتمثيل المفتعل,
بدل اللجوء الى الكوميديا الراقيه الجميله التي ترسم الابتسامه على الوجه وفي القلب.
ولاحظنا ايضاً كذلك تدهور شديد في السينما من ناحية عدم التمسك بالقيم والمبادئ والاخلاق العاليه..
فقد ركزت الافلام على طرح قضايا ومواضيع هامشيه في المجتمع, تتعارض مع ديننا وثقافتنا ومجتمعنا..
واصبح الادمان على المخدرات او على الاقل تدخين الكيف امراً طبيعياً ومقبولاً في الافلام,
ويرتبط عادةً بالنفوذ والقوه والثراء والنجاح والفهلوه
مما يحمل بعض الشباب الى تقليد بطلهم المفضّل الذي "يحشش" بكل خفة دم, و "جدعنه" وكأن التحشيش امر مقبول وايجابي!
اما الحديث المكشوف والمشاهد الجنسيه فقد اصبحا جزءاً لا يتجزأ من اغلب الاعمال الجديده:
العري والاباحه والاغراء بهدف الاثاره الجنسيه فحسب,
والحديث بصراحه عن الشذوذ الجنسي بين الرجال والسحاق بين النساء,
واقامة علاقات جنسيه خارج اطار الزواج...
ثم هنالك ايضاً الكلام الذي يخدش الحياء والتعابير السوقيه.
اما مناقشة القضايا الاجتماعيه الهامه, فهي قليله جداً, وعادةً تكون سطحيه وعابره..
*****
ومن الواضح ان اصابع الاتهام يجب ان تتجه الى اكثر من اتجاه,
- فهنالك المنتجين وطاقم الفيلم الذين لايهمهم سوى الربح المادي السريع والشهره الفوريه
-وهنالك الرقابه التي لا تقوم بواجبها بشكل كامل
-وهنالك الجمهور الذي يقبل على الافلام الهابطه بدل ن يقاطعها..
وتستمر عجلة انتاج افلام هابطه جديده, وتستمر عجلة التدهور معها:
تدهور فني سيتبعه تدهور ذوق المشاهد وافكاره وقيمه واخلاقه..
*****
ولكن لعل من الامور التي تبشر ربما بانفراج هذه الازمه,
رؤية بعض الافلام المصريه في السنوات الاخيره ذات القيمه الفنيه والرساله الهادفه
وتحتل مكاناً جيداً ويقبل عليها الجمهور ويمتدحها النقاد..
افلام تعيد الينا الامل بسينما جيده تحافظ على مستوى فني عالي ورساله ساميه..
فهل نكون فعلاً على عتبة مرحله جديده تعيدنا الى مجد السينما المصريه الراقيه؟؟
وهل السينما المصريه في طريقها الى التطور بدل التدهور??
مارايكم ??