amal مشرفة منتدى الاسرة
عدد الرسائل : 370 العمر : 38 النشاط : تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| موضوع: البناء الأسري الإثنين مارس 03, 2008 8:03 am | |
| البناء الأسري وعن رأي الدين في مسألة العنف الأسري يقول د. صبري عبد الرؤوف الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الإسلام نظر إلى البناء الأسري على أنه الأساس الذي تقوم عليه الأمة المستقرة التي يتمتع كل فرد فيها بالأمن والعدالة. وحرص الإسلام على التأكيد على منع وتحريم الظلم بين المسلمين عملا بقوله تعالى في الحديث القدسي “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”، ولأن علاقة الزوجين هي الإطار الذي يحكم البناء الأسري حيث يخرج من هذا البناء الأبناء الذين يشكلون مستقبل الأمة فقد حرص الشارع الحكيم على جعل ترابط الزوجين بعهد وثيق أساسه التعامل بالمعروف والإحسان حيث يقول الله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (البقرة: 228) وطالب الإسلام الزوج بأن يحسن خلقه مع زوجته ويرفق بها.وأرى أن من أهم أسباب تدهور العلاقات الأسرية واستفحال ظاهرة العنف الأسري استمرار بعض المجتمعات المسلمة في التمسك بالعادات والتقاليد في الزواج وعدم الالتزام بالضوابط الشرعية عند تزويج أبنائهم وبناتهم فمازالت المجتمعات الإسلامية تشهد أنماطا غريبة في الزواج تخالف ما دعا إليه الإٍسلام وبالتالي لا يثمر ثمرته في السكن المودة والرحمة. ومن تلك الأنماط إجبار الفتى أو الفتاة على الاقتران والزواج بمن لا يأنس إليه ولا يرغب في الحياة معه رغم أن الإسلام نهى عن هذا النمط من الزواج وأكد أن من حق المرأة الاعتراض على تزويجها رغما عنها والرسول صلى الله عليه وسلم أقر ذلك المبدأ عندما جاءته فتاة بكر تقول له: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر في يدها إن شاءت أقرت الزواج وإن شاءت أبطلته فقالت الفتاة: فإني أجزت ما فعل أبي ولكني أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء.كذلك يدخل في باب الأنماط المرفوضة للزواج أن يتم الزواج دون الرؤية التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل العقد حيث تفاجأ المرأة أو الرجل بعد العقد أو الدخول أنه تزوج بمن لا يسره أن ينظر إليها أو يجد معها راحته النفسية وبالطبع تؤدي هذه الأنماط المرفوضة إلى بناء أسرة غير مستقرة لا يكنّ كل طرف فيها أي مشاعر ود للطرف الآخر وهو ما يؤدي إلى زيادة احتمالات التوتر والخلاف عند كل صغيرة وكبيرة، وفي ظل وجود إعلام غير هادف، خاصة من خلال الفضائيات التي تبث ما ليس له علاقة بالأخلاقيات الإسلامية مما يساهم في تدمير البناء الأسري وإغراق هذه الأسرة في الفلسفات والممارسات الغربية وتدمير القيم الإسلامية وتمزيق الروابط الأسرية ودفع الأجيال إلى الضياع.ومن أجل التصدي لهذه الظاهرة يرى الدكتور صبري عبد الرؤوف أن هناك حاجة ماسة لحماية الأسرة من التفكك عن طريق إعادة القيم الإسلامية إلى ثقافتنا الزوجية بحيث يسود الاستقرار والاحترام وأن يدرك كل فرد أن الحياة الزوجية شركة اجتماعية رأسمالها السكينة والمودة والألفة والرحمة والرعاية وليست ميدانا للعناد والتحكم والسيطرة.أقصى حماية ويقول د. محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة: إن الإسلام حرص على توفير أقصى حماية للعلاقات الأسرية وللإنسان الذي يشكل الأساس الأول لإقامة مجتمع متماسك البنيان قادر على تحقيق كل سبل الرقي والتقدم ولهذا وضع نظاما متكاملا لتنشئة وتربية الأبناء بما يكفل توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم وذلك ينبع من حرص الإسلام على العلاقات بين المسلمين خاصة في مجال الأسرة الواحدة والرسول صلى الله عليه وسلم وضع لنا قاعدة أساسية لتربية الأطفال إذ حدد سبع سنوات للعب وسبعا للتعليم والتهذيب وسبعا للمصاحبة ثم اتركوهم، أي أن هناك قواعد أساسية لابد أن يمر بها الطفل، فأولا اللعب وهي مرحلة تأسيسه قبل البلوغ حيث منع عنهم الضرب أو الزجر حتى يأخذ الطفل حقه في اللعب واللهو، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يداعب سبطيه الحسن والحسين إذ كان كل منهما يعتلي ظهره عندما يسجد في الصلاة فيطيل السجود حتى لا يؤذي مشاعرهما حتى يضرب القدوة والمثل لكل الآباء كيف تكون الرحمة بالأبناء.ويضيف: لقد حرص الإسلام على أن المحبة والمودة والمعاملة والمعاشرة الطيبة والموعظة الحسنة هي آداب وركائز أساسية يجب أن يتحلى بها كل مسلم ويعامل أفراد أسرته وأفراد المجتمع كله فهذه الأمور هي التي تجسد الترابط والتعاضد فالله تعالى يقول: “وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ” (آل عمران: 159). ومما لا شك فيه أن العنف الأسري حتى لو كان المقصود من ورائه التنشئة الاجتماعية أمر خاطئ تماما فالتنشئة القائمة على الترويع والذم والسباب تزرع العدوانية لدى الأبناء وهو ما يؤدي إلى كثرة الصراعات التي يدخلون فيها.والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف “إن نفقتك على أهلك وولدك وخادمك صدقة فلا تتبع ذلك مناً ولا أذى” وبجانب الإنفاق المادي يجب على الأب أن يوفر لأبنائه أسسا تربوية يسيرون عليها فالنفقة ليست الواجب الوحيد نحو الأبناء من آبائهم فلابد أن يرتبط الإنفاق بالرعاية والتوجيه والقدوة الصالحة والتنشئة السليمة وإذا أراد الأب النصح فالنصح باللين والرفق عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، على الأب أن يكون طلق المحيا مبتسما حتى يكون محبوبا عند أهله وأولاده”.ومن حقوق الابن على أبيه ألا يقرعه أو يعنفه كثيرا وألا يضربه ضربا مبرحا وألا يزجره ويهينه بين رفاقه وأصدقائه وألا يستعمل معه الشدة والقسوة بل عليه أن يؤدبه بما يليق بحاله وينصحه أولا وينبهه على خطئه فإن عاد عاتبه فإن عاد زجره فإن عاد ضربه ضربا غير مبرح فإن لم ينفع معه شيء عاد إلى نصحه والتلطف معه والحلم عليه ويدعو له بالهداية، وهكذا يؤكد الإسلام أنه يحتوي على أفضل دستور ينظم الحقوق والواجبات داخل الأسرة وكلف الجميع بالسعي إلى الاجتماع والوحدة وعدم الاستبداد والسيطرة بل يبذل الجميع قصارى جهدهم من أجل الحفاظ على المودة والحب وحسن العشرة والتشاور في كل ما يهم الأسرة وأن يكون بين الجميع الاحترام المتبادل لكل الآراء مع مناقشتها في هدوء وسماحة نفس لأن كل هذا من شأنه جعل الأسرة كلها تحيا في جو من الوئام. | |
|